المنبر التونسي (اتحاد الصحفيين العرب) – سجل الاتحاد العام للصحفيين العرب خلال عرضه لتقرير الحريات الصحفية في العالم العربي لسنتي 2020-2021 استمرار الانتهاكات التي تمارس ضد حرية الصحافة والصحفيين بدءا من مصادرة الصحف وحجب المواقع الالكترونية مرورا بمنظومة الضغوط المهنية والإدارية والخارجية والسياسية والأمنية والاقتصادية والقانونية المرتبطة بالتشريعات التي تعانيها وسائل الاعلام انتهاء بتعدد اشكال المؤاخذة والعقوبات التي تواجه الصحفيين بما في ذلك الملاحقات الأمنية والقضائية والسجن والخطف والقتل خاصة في البلدان التي تشهد صراعات وحروبا ونزاعات سياسية.
ولاحظ التقرير الذي عرض مساء يوم امس في ندوة صحفية انتظمت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط ان تفعيل قانون الطوارئ خلال عامي ( 2020،2021) اساء أوضاع الحريات وذلك من خلال الملاحقات الأمنية للصحفيين والإعلاميين في بعض البلدان العربية وجعلها ذريعة للقبض عليهم ومساءلتهم بل وحبسهم واعتقالهم.
وجاء في التقرير كذلك ان الازمات الطارئة مثل ازمة جائحة كورونا كانت لها انعكاسات على واقع الحريات وذلك من خلال استحداث قوانين لمكافحة الاخبار الكاذبة واستغلالها في ايقاف الصحفيين وتضييق فرص حصولهم على المعلومة فضلا عن تأثير الجائحة على الاوضاع المالية لوسائل الاعلام وما نتج عنه من انخفاض في معدلات توزيع الصحف واغلاق بعض المؤسسات وتسريح العاملين فيها وخفض رواتبهم او عدم الانتظام في صرفها كما استغلت الحكومات العربية الجائحة لاستصدار قوانين لضبط منظومة الاعلام الرقمي وفرض مزيدا من الوصاية والتضييق على الصحفيين.
وحذر رئيس لجنة الحريات بالاتحاد العام للصحفيين العرب عبد الوهاب الزغيلات من مخاطر الانتهاكات التي تطال الصحفيين في مختلف البلدان العربية وتداعياتها على سلامتهم وقدرة القطاع على القيام بوظيفته الوطنية.
وفي الجانب المتصل باوضاع الاعلام في تونس أشار التقرير الى ان تونس ورغم ما سجلته من تطور في مجال الحريات الصحفية الا ان اتخاذ جملة من الاجراءات ساهم في تعدد محاولات التضييق على الصحفيين من خلال منعهم من العمل ومطابتهم بتراخيص وملاحقتهم قضائيا دون وضع حدّ لظاهرة الإفلات من العقاب ومحاسية المعتدين هلى الصحافيين في مناسبات عديدة .
واستند التقرير الى ما سجل خلال الفترة الفاصلة بين 1 نوفمبر 2020 و25 أكتوبر 2021 من اعتداءات طالت 220 صحفيا منها 66 حصلت في التفرة الفاصلة بين 25 جويلية 2021 و25 أكتوبر من ذات السنة ،وتتوزع طبيعة هذه الاعتداءات بين اللفظية والجسدية اضافة الى المضايقات والتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل اطراف رسمية وأخرى غير رسمية وفق ما ورد في نص التقرير .
وكان الاتحاد قد افتتح في السادس عشر من الشهر الجاري بالعاصمة الموريتانية نواكشوط اشغال اجتماع اللجنة الدائمة للحريات والذي تناول فيه وخلال الندوات التي تلته حالة حرية الصحافة في الوطن العربي وسط حضور لممثلي النقابات العربية وأعضاء من الاتحاد العام للصحفيين العرب.