المنبر الإقتصادي (الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب) – أمام التطورات العالمية واحتدام الازمة الغذائية العالمية من خلال تسجيل مستويات كبيرة في أسعار الحبوب، شرعت تونس في التخطيط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب بداية الموسم الفلاحي 2022/2023 بإنتاج وطني من القمح الصلب في حدود 15 مليون قنطار وخاصة تجميع 12 مليون قنطار مقابل تجميع في حدود 7.5 مليون قنطار في 2022
ولبلوغ هذا الهدف الاستراتيجي ستعمل وزارة الفلاحة وفق ما تحصل عليه “البورصة عربي” من معلومات من الوزارة، على الترفيع في إنتاج الحبوب بصفة مستدامة وتحسين قدرتها على التأقلم مع التغيرات المناخية، وتشجيع الفلاحين على تطبيق التداول الزراعي والتوسع في مساحات الأعلاف والبقوليات الغذائية والزراعات الصناعية الى جانب الرفع من مردودية الحبوب المروية سواء بالنسبة للري التكميلي أو الري الكامل.
وسيتم التوسع في مساحات القمح الصلب إلى حدود 800 ألف هك انطلاقا من موسم 2023/2022 مع التوسع في الزراعات المروية للقمح الصلب (وضع برنامج عملي للتوسع في الري التكميلي للحبوب بالشمال). الى ذلك سيتم الحرص على الرفع من مردود المساحات المستغلة وذلك بتحقيق أقصى مردود ممكن للزراعات المطرية في المناطق الملائمة باستهداف معدل مردود في حدود 30 قنطار في الهكتار الواحد والزراعات المروية ببلوغ معدل مردود في حدود 55 قنطار في الهكتار الواحد.
إجراءات حكومية
وحرصا على إنجاح الموسم الفلاحي الجديد ولا سيما موسم الزراعات الكبرى، اقرت الحكومة حزمة من الإجراءات المصاحبة بداية من موسم 2022/2023 ارتكزت بالأساس على تشجيع الفلاحين على زراعة الحبوب بالترفيع في الأسعار على مستوى الإنتاج حيث بلغت 130 د/ق بالنسبة للقمح الصلب من صابة 2022 (87 د/ق في الموسم الفارط).
كما ترمي هذه الإجراءات الى التشجيع على استعمال البذور الممتازة وبلوغ نسبة 25 % من البذور المحسنة في مرحلة أولى عوضا عن 17 % حاليا وذلك بإقرار دعم في حدود 30 % من كلفة إنتاجها وبتحديد أسعار مشجعة للبذور الممتازة للحبوب لموسم 2023/2022 وإحكام توزيع البذور على الجهات حسب خارطة الأصناف علاوة على توفير التمويلات اللازمة لموسم الحبوب عبر البنوك التونسية والمؤسسات الدولية المانحة عبر تفعيل دور الشركات التعاونية والمجمعين في هذه العمليات.
المنظمة الفلاحية تحتج
بالمقابل أكد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، نور الدين بن عياد خلال ورشة عمل بشان موسم الزراعات الكبرى الجديد، أن وزارة الفلاحة لم توفر بعد الأسمدة الضرورية للاستعداد لموسم الزراعات الكبرى التي تنطلق عادة خلال شهر سبتمبر.
ولاحظ عدم تجاوب السلطة لمطالب الفلاحين لضمان مضاعفة الانتاج وانجاح هذا الموسم، داعيا الى ضرورة الاستعداد الحثيث لهذا الموسم من خلال توفير مستلزمات الانتاج وتحضير الأراضي لتفادي غلاء الأسعار وعدم توفر مادة القمح على المستوى الوطني والعالمي اثر الحرب الروسية الأكرانية.
واعتبر أن تحديد استراتيجية واضحة سيمكن الوزارة من وضع تقديرات واقعية للصابة وتفادي نشر الأرقام الواهية على غرار الموسم الفارط الذي لم يحقق سوى 7.4مليون قنطار من القمح الصلب عوضا عن توقع 16 مليون قنطار.
قريبا توفير الأسمدة الفسفاطية
ومن جانبه أوضح المدير المركزي بالمجمع الكيميائي التونسي عبد الحفيظ بن عثمان، أنه سيتم الانطلاق في توفير الأسمدة الضرورية للزراعات الكبرى في السوق خلال الأيام القادمة.
واقر بوجود نحو 60 ألف طن من مادة الأمونيتر حاليا أي ما يعادل نسبة 25 بالمائة من حاجيات الفلاحين على ان يتم تزويدهم لاحقا بالكمية المتبقية اضافة الى توفر انتاج ثلاثي فسفاط الأمونيوم وثلاثي الفسفاط الرفيع بكميات هامة في تونس. وكشف عن وجود إرادة حقيقية للتوسع في الأراضي الزراعية مما سيؤدي الى الترفيع في كميات هذه المدخلات اللازمة من 300 ألف طن الى 400 ألف طن.
مهدي الزغلامي/البورصة