المنبر الاقتصادي (أول أيام دافوس) – انطلق اليوم الإثنين مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي وسط حالة من التشرذم والانقسام العالمي غير المسبوقة على حد وصف مسؤولي المؤتمر.
ويأتي المؤتمر جنبًا إلى جنب مع عالم يموج بالأزمات الطاحنة ولا صوت يعلو فيه فوق أجراس الإنذار التي تدق بين الفينة والأخرى من صندوق النقد تارة والبنك الدولي تارة أخرى وبنوك الاستثمار العالمي التي بات لا تحمل في جعبتها سوى التوقعات القاتمة.
عالم مجزأ
ومع انطلاق الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية تحت شعار “التعاون في عالم مجزأ”، اليوم الإثنين، يبدو أن التوقعات القاتمة امتدت لثلثي المشاركين في المؤتمر.
ومن المقرر أن تشهد اجتماع دافوس التي تستمر خمسة أيام حضور 2700 قائد من 130 دولة بينهم 52 رئيس دولة وحكومة.
وكشف المسح السنوي للأخطار الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي يناير الحالي وجد أن الكلفة العالمية لأزمة المعيشة الناجمة عن جائحة “كوفيد-19” وحرب روسيا على أوكرانيا يشكلان أكبر خطر مباشر، كما رجح المسح استمرار أزمات إمدادات الطاقة والغذاء خلال العامين المقبلين.
ركود عالمي
وفقًا لبيان منتدى دافوس، اليوم الاثنين، فإن ثلثي كبار الاقتصاديين في القطاعين العام والخاص الذين شملهم استطلاع المنتدى الاقتصادي العالمي يتوقعون حدوث ركود عالمي في عام 2023.
ورجح حوالي 18٪ من المشاركين أن يكون الركود العالمي “محتمل للغاية”، أكثر من ضعف ما حدث في الاستطلاع السابق الذي أجري في سبتمبر 2022، بينما توقع ثلث المشاركين في الاستطلاع أنه من غير المحتمل هذا العام.
المقدمات سيئة
وتأتي الدورة الـ 53 من اجتماع “دافوس” هذا العام وسط واحدة من أشد حالات التباطؤ الاقتصادي خلال هذا القرن، حيث حذرت المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا من أن ثلث الاقتصاد العالمي قد يتضرر من الركود هذا العام.
وقالت جور جيفا في وقت سابق “سيكون عام 2023 عاماً صعباً على العالم، والجانب المشرق هو أنه يمكننا استغلاله لتسريع التغيير، وهو أمر جيد لمناخنا وللنمو بينما توقعت أن يضرب الركود ثلث اقتصادات العالم بما فيها الاقتصادات الكبرى”.
وحذر البنك الدولي من أن الأزمة الاقتصادية الحالية قد تتسبب في ارتفاع معدلات الفقر في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والتي تضم بالفعل حوالي 60 % من الفقر المدقع عالمياً.
مستقبل غامض
قال مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب قبيل انطلاقة المؤتمر إن “الأزمات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والجيوسياسية تتقارب وتتداخل وتخلق مستقبلاً شديد التنوع وغامضاً”.
وأضاف مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي: “أن الاجتماع السنوي في دافوس: “سيحاول التأكد من أن القادة لن يظلوا محاصرين في عقلية هذه الأزمة”.
ووفقًا لكلمة شواب التي نشرت على موقع دافوس: “فإن تعقيد التحديات العالمية اليوم يتطلب تركيزاً متجدداً على ما يصنع قائداً فعالا”.
وقال مؤسس دافوس: “إن قادة اليوم يواجهون تحديات متعددة ومترابطة من الغموض الاقتصادي إلى الأزمات الجيوسياسية وحتى أزمة المناخ”.
أجندة الأعمال
وتتضمن أجندة “دافوس 2023” العديد من الجلسات النقاشية أهمها:
المرأة في العمل: كيف تعمل الحكومات والشركات في أميركا اللاتينية على سد الفجوات بين الجنسين
إزالة الحواجز التجارية في العالم النامي” و”البلاستيك والبيئة.
إيصال الإمدادات المنقذة للحياة إلى البلدان التي تواجه أزمات إنسانية وعلى رأسها أوكرانيا
مستقبل الغذاء من المزارع إلى أسواق الغذاء: تقديم الحلول والعمل الجماعي لتصميم نظم غذائية مستدامة.