المنبر الاقتصادي (أكبر مشروع للطاقة الشمسية) – أعلنت شركة “إف تي آي كونسالتنغ” للاستشارات بدء إجراءات بيع شركة صن كيبل المالكة لتصميمات مشروع باور لينك العملاق في أستراليا، الذي كان من المنتظر أن يكون أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم، ووضعت الشركة لافتة تحوى كلمة “للبيع” على مقر شركة صن كبيل.
وخططت صن كبيل التي تأسست في عام 2018، لإنشاء أكبر مشروع للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في أستراليا والعالم، لكنها سرعان ما انهارت بسبب خلافات بين رجال الأعمال المؤسسين.
وخططت الشركة المطورة لمشروع “باور لينك” لإنتاج كميات ضخمة من الكهرباء تكفي لاستهلاك ملايين الأسر في أستراليا وسنغافورة، عبر إنشاء أطول خط بحري في العالم بين البلدين.
عوائق الطاقة النظيفة
الباحث الاقتصادي، محمد محمود، يقول إنه على أرض الواقع انهارت الشركة بعد خلاف الشركاء على جولة جديدة من التمويل، ولا أعتقد أن السبب الرئيسي هو الجدوى الاقتصادية للمشروع، فالمشروع كان يمثل حلما كبيرا للمتخصصين والمهتمين بالطاقة النظيفة، وخصوصًا أن شركة صن كيبل صممت شبكة لتكون أول شبكة كهرباء عابرة للقارات في العالم، وخططت لتطوير خط بحري بطول 4 آلاف لتصدير الطاقة إلى قارة آسيا.
وأضاف الباحث الاقتصادي، لموقع “إرم الاقتصادية”: “ربما يكون هناك بدائل أخرى تظهر لتوفير الطاقة النظيفة وتصديرها في أستراليا”.
وأشار إلى أن هناك العديد من الدراسات أكدت أنه بحلول عام 2050 من المتوقع أن يوفر التحول إلى الطاقة النظيفة على العالم أكثر من 12 تريليون دولار، ولكن تبقى المعضلة الرئيسية أن الطاقة النظيفة توفر الكثير في المستقبل، ولكن في الوقت الراهن تظل لها تكلفة كبيرة وتظل محصورة بين الدول المتقدمة أو بعض الدول النامية، فهناك دول كثيرة لا تتحمل تكلفة الاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة حاليا والانتظار لجنى العائد في المستقبل، وأعتقد أن هذا السبب من أهم الأسباب التي تبطئ جهود الاستدامة.
وتابع: “تظل التكلفة أحد أبرز العوامل في مدى انتشار الطاقة النظيفة بشكل عام فالاستثمار في الطاقة النظيفة يحتاج إلى تمويل كبير وبنية تحتية متطورة وخصوصًا في الوقت الحالي”.
تصفية المشروع
وبلغت التكلفة الاستثمارية المرصودة للمشروع، قرابة 21 مليار دولارًا، لكن خلافات المؤسسين أطاحت بالمشروع.
واختلف الملياردير الأسترالي أندرو فورست مع نظيره مايك كانون بروكس، في تفاصيل فنية ذات صلة بالمشروع، ما أدى إلى إعلانهما وضع شركة صن كيبل تحت الإدارة الطوعية.
ويعدّ أندرو فورست ثاني أغنى شخص في أستراليا بثروة تبلغ 21.5 مليار دولار، ويعنى وضع كيان تجاري تحت الإدارة الطوعية تعيين شركة متخصصة للوصاية على الشركة وتقييم خياراتها وتقديم تقرير للدائنين عن كيفية التعامل مع أصولها.
واتفق رجلا الأعمال الأستراليان، في وقت مبكر من يناير 2023، على اختيار شركة إف تي آى كونسالتنغ للاستشارات المالية لتولّي طرح الشركة المشتركة للبيع صن كبيل، بعد أن فشلوا في حل خلافاتهم.
كما وقع الاختيار على شركة “إم أيه موليس” بصفتها مستشارًا ماليًا لتقديم المشورة بشأن عملية البيع النهائية.
وبدأت شركة الاستشارات إف تي آى كونسالتنغ في إعداد وثائق ترويجية لبيع شركة صن كبيل، ولم يتضح بعد ما إذا كان المشتري المحتمل سيكون أستراليًا أم سنغافوريًا أم من دولة أجنبية أخرى.