المنبر الاقتصادي (الدورة 38 لأيام المؤسسة) – انطلقت مساء يوم الخميس 5 ديسمبر 2024 بولاية سوسة اشغال الدورة 38 لأيام المؤسسة تحت عنوان “المؤسسات والتحولات الكبرى …التأقلم والفرص المتاحة”. لتتواصل إلى غاية الـ 7 ديسمبر الجاري وذلك بتنظيم من المعهد العربي لرؤساء المؤسسات.
“بسم الله الرحمن الرحيم،
السيد كمال المدوري، رئيس الحكومة،
السيد رمضان أبوجناح، نائب رئيس مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية،
السيدة إبسي كامبل بار، النائبة السابقة لرئيس جمهورية كوستاريكا،
السادة الوزراء،
السيدات والسادة رؤساء البعثات الدبلوماسية،
السيدات والسادة خُبراء الاقتصاد والأستاذة الجامعيين،
السيدات والسادة رؤساء المؤسسات الاقتصادية،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يُشرّفني أن أُرحّب بكم جميعًا في الدورة الثامنة والثلاثين لأيام المؤسسة،
في قلب جوهرة الساحل، مدينة سوسة الجميلة،
لمُناقشة مواضيع الساعة، الحارقة والحينية،
والتي من شأنها التأثير على مسيرة الاقتصاد الوطني، والإقليمي، والعالمي،
أيها السيدات والسادة،
تُنظَّمُ هذه الدورة تحت سامي إشراف السيد قيس سعيّد رئيس الجمهورية التونسية،
ما يعكس الثقة التي يحظى بها معهدنا، وهذه التظاهرة في خدمة الاقتصاد الوطني، والصالح العام، بكل موضوعية وحيادية،
إن انعقاد هذه الدورة في هذا الظرف العالمي غير المسبوق،
ورغم دقّته، فإن المعهد العربي لرؤساء المؤسسات يرى في كل تحدّ فرصة، وفي كل أزمة إمكانية انفراج،
ونبقى دائما متشبثين بروح التقدم والعمل، مؤكدين على أهمية ما يُنتجه المعهد ويعمل عليه طوال العام،
إيمانا منا بأن العمل الجماعي من أجل المصلحة العامة هو السبيل لتحقيق مستقبل مُثمر لبلادنا،
أيها السيدات والسادة،
يُشرّفنا أن نُحيي هذا العام الذكرى الأربعين لتأسيس المعهد العربي لرؤساء المؤسسات،
هذا المعهد الذي أُسّسه السيد منصور معلى،
منصور معلّى الوزير، منصور معلّى الجامعي الذي أسّس المدرسة الوطنية للإدارة، منصور معلّى المُبادر الذي أسس كُبرى المؤسسات المالية،
وهو ما ألهم المعهد باتباع منهجية عمل تجمع بين صُنّاع القرار، وأصحاب المؤسسات، والباحثين والأساتذة الجامعيين،
وعلى مدار العقود الأربعة الماضية، ظلّ المعهد مُلتزماً بدوره كمُنتِج للمعرفة،
حيث يُقدّم رؤى وتحاليل لأبرز الأحداث الاقتصادية،
مع الحرص على تبسيط المفاهيم وتقديمها بأسلوب مُيسّر لعموم المواطنين،
ولا يقتصر نشاطنا على المناسبات السنوية، بل يمتد على مدار السنة،
من خلال ندوات، ودراسات، وحوارات تفاعلية، تسعى لتقديم حلول مُبتكرة تُعزّز الاقتصاد الوطني،
ونحن اليوم نتطلّع إلى توسيع دائرة شراكاتنا، في إطار رؤية استراتيجية لتعزيز الحضور الإقليمي للمعهد،
وفي هذا السياق، سنشرعُ قريبا في الإجراءات لتسجيل مكتب للمعهد في العاصمة الليبية،
وأغتنم هذه المناسبة لأحيّي مُجدّدا الحضور المتميّز للسيد رمضان بوجناح،
والوفد المرافق له،
تأكيدًا على عمق العلاقات الأخوية والاقتصادية المشتركة،
ودعم المؤسسات التونسية والليبية على حد سواء، في اكتشاف آفاق جديدة في الاستثمار والتبادل التجاري،
أيها السيدات والسادة،
لقد اخترنا أن يكون موضوع هذه الدورة “المؤسسة والتحولات الكبرى.. التأقلم والفُرص المُتاحة،
حيث يشهد العالم اليوم تحولات عميقة تشمل الجوانب الجيوسياسية، والتكنولوجية، والمُناخية،
وعودة الحديث عن الحمائية الاقتصادية،
هذا الوضع يؤثر بشكل مباشر على بيئة عمل المؤسسات التونسية،
وسيتناول النقاش مع ضيوفنا من تونس وخارجها، كيفية التأقلم بشكل فعّال مع هذه التغيرات المتواترة،
أما على المستوى المحلّي، فنحن أمام توجهات اقتصادية جديدة،
تُترجم إلى مُراجعة عميقة للترسانة القانونية المُتعلقة بالشأن الاقتصادي،
على غرار تنقيح مجلة الشغل، ومجلة الصرف، والمجلة التجارية، وغيرها من القوانين،
ما يدفعنا للعمل على ضمان مواكبة المؤسسات الوطنية لهذه المستجدات والبحث عن سُبل تعزيز تنافسيتها،
السيدات والسادة، الضيوف الكرام،
قبل أن أختتم كلمتي، يُسعدني أن أُشارككم معلومة تملؤنا فخرًا واعتزازًا،
تتمثّل في اختيار 39 أكاديميًا تونسيًا (يعملون في الجامعات التونسية) في مختلف المجالات، ضمن قائمة الـ 2% من الباحثين الأكثر تأثيرًا في العالم، حسب تصنيف جامعة “ستانفورد”،
اختيارنا للإشارة إلى هذا الإنجاز، تأكيد على التزام تونس الراسخ بالعلم والمعرفة كركيزة أساسية للتقدم،
وهو ما يُمكّننا من مواجهة التحديات وتجاوز العقبات مهما كانت حدّتها،
وفي الختام، أغتنم هذه الفرصة لدعوتكم إلى التفاعل الإيجابي والمشاركة في مختلف النقاشات، وتبادل الأفكار والخبرات،
شكراً لاهتمامكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”،