“بسم الله الرحمن الرحيم،
السيد كمال المدوري، رئيس الحكومة التونسية المُحترم،
السيدات والسادة الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يُشرفني أن أكون معكم اليوم، رفقة وفد ليبي يضم مسؤولين حكوميين، ورجال أعمال، وخبراء ومستشارين في القانون، والدبلوماسية الاقتصادية والتنمية، ما يعكس تقديرنا لهذه التظاهرة في دورتها الثامنة والثلاثين، والتي تنعقد تحت شعار “المؤسسة والتحولات الكبرى.. التأقلم والفرص المتاحة”.
أيها السيدات والسادة، إن العلاقات بين تونس وليبيا تستند إلى روابط تاريخية وإجتماعية عميقة تعكس المصير المشترك، ما يضع على عاتقنا مسؤولية اكبر لبناء نموذج شراكة استراتيجية، تتجاوز التجارة، إلى بناء جسور التكامل الاقتصادي لتحقيق أهدافنا المشتركة.
نحن اليوم نقف على أعتاب فرصة لتعزيز هذا التكامل، في وقت تتسارع فيه التحديات العالمية بوتيرة غير مسبوقة، ما يدعونا إلى الاستمرار في البحث عن حلول مُشتركة تتسم بالمرونة والفعالية، وتعكس قدرتنا على تحويل الأزمات إلى فُرص تساهم في تحقيق النمو المُستدام.
أيها السيدات والسادة،
إن ليبيا اليوم، وهي تسير بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل أفضل، تستمد قوتها من عزيمة أبنائها وإصرارهم على تجاوز التحديات، كما نؤمن أن التعاون معا محور أساسي لتحقيق رؤيتنا لمستقبل يعمه الاستقرار والازدهار .
إن العلاقات بين ليبيا وتونس بحاجة إلى نقلة اكبر لتتجاوز الحدود التقليدية للتبادل التجاري إلى بناء شراكة ترتكز اساسها على ضرورة وواجب دعم الشركات الصغرى والمتوسطة لتنفيذ مشاريع مشتركة فى البلدين .
ومن هنا، أدعو إلى توجيه جهودنا معا نحو:
تطوير القوانين والتشريعات، خاصة في القطاع المصرفي، لتُساهم أكثر في تسهيل التبادل التجاري بما يُمكّن من تحقيق شراكة حقيقية تُعزّز التكامل الاقتصادي.
تعزيز التعاون السياحي والثقافي ، وفي مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.
تعزيز التعاون في التنمية المحلية ودعم اللامركزية، لا سيما بين البلديات الحدودية.
دعوة الشركات التونسية للدخول معنا في شراكة لتنفيذ مشاريع، ليس فقط في المناطق الغربية والشرقية، بل أيضًا في جنوب ليبيا، الذي يتّسم بفرص واعدة للاستثمار، خاصة في قطاعات البنية التحتية والبناء والطاقات المتجددة، والزراعة
وأخيرا،
تنفيذ مبادرات عملية ، مثل دعم زيادة تسيير خطوط رحلات جوية مباشرة بين المطارات الليبية والتونسية، والإذن والسماح لشركات الخطوط الجوية بتسيير رحلات من و مدينة سبها بالجنوب الليبي إلى العاصمة التونسية.
أيها السيدات والسادة،
ان تطوير المناطق الحدودية المشتركة بين ليبيا وتونس يتطلّب إشراك اكثر للشقيقة الجزائر، بما يُعزّز الاستقرار، ويُكرّس التقارب، كنموذج يُحتذى به في التعاون العربي والإقليمي.
إننا على يقين أن اجتماع العقول والإرادات الصادقة في مثل هذه الفعاليات سيسهم في رسم خارطة طريق واضحة تعزز صمود مؤسساتنا أمام التحديات، وتحولها إلى قوى دافعة للتنمية.
ومكانة تونس الدولية والإقليمية، وحسب قناعتنا الكاملة يمكن أن تجعل منها عاصمة اقتصادية ومركزا ماليا لمنطقة “الأفرو-أورو-متوسطي”، يدعم اقتصاد دول الجوار، ويزيد من دورها في ظل السياسة الرشيدة لفخامة الرئيس قيس سعيد.
ختامًا، اسمحوا لي أن أعبر عن عميق امتناني لتونس الشقيقة، قيادةً وشعبًا، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما أثمن جاهزية فندق المرادى وجهود المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، ومديرها التنفيذي الدكتور مجدي حسن، الذي حرص على تواجدنا بمتابعة مستمرة منه، ما أدى إلى إلغاء التزامات مُهمّة مبرمجة مسبقًا في نفس التاريخ، وحضورنا اليوم معكم.
وأوجه بالمناسبة من هذا المنبر الدعوة للمعهد لنقل خبراته عبر تواجده في ليبيا فى اقرب فرصة ممكنة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
فيديو رئيس الحكومة: