أحمد كرم في منتدى المعهد العربي لرؤساء المؤسسات: السياحة التونسية تواجه تحديات جديدة وتستكشف فرصاً واعدة

0

المنبر الاقتصادي (السياحة التونسية) – نعيد نشر تحليل معمّق للوضع الحالي وآفاق السياحة في تونس، والذي قُدّم خلال “منتدى تونس الاقتصادي 2025″، الذي نظمه المعهد العربي لرؤساء المؤسسات يوم 18 سبتمبر تحت شعار “السياحة في تونس… نحو آفاق جديدة”.

في مداخلته، أكد أحمد كرم على أن السياحة الشاطئية ظلت لسنوات طويلة الركيزة الأساسية للاقتصاد التونسي منذ الستينيات، لكن القطاع يواجه اليوم تحديات كبرى وظهور اتجاهات عالمية جديدة تتطلب التكيّف معها.

تحديات السياحة التقليدية

  • ثقل الديون المتراكمة: 20% من الفنادق التونسية متوقفة عن النشاط، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى مشاكل الديون المصرفية. وشدد المحاضر على ضرورة إعادة هيكلة هذه الديون بالتعاون مع البنوك لتحديث البنية التحتية.
  • معضلة “السماء المفتوحة: التكلفة المرتفعة لتذاكر الطيران، نتيجة نقص المنافسة على الرحلات المنتظمة، تحد من تدفق السياح الذين يتجهون بشكل متزايد نحو شركات الطيران منخفضة التكلفة.
  • النظافة، تحدي وطني: نقص النظافة في المدن السياحية يُعتبر عائقًا رئيسيًا لصورة البلاد. ويرى المحاضر أن تونس بأكملها يجب أن تعتبر منطقة سياحية.
  • الحاجة إلى التكوين: يجب مواءمة تكوين الموظفين والأطر مع المعايير الدولية لتحسين جودة الخدمات المقدمة.

الاتجاهات الجديدة في السوق العالمية والفرص المتاحة لتونس

سلط أحمد كرم الضوء على ثلاثة تحولات أساسية في سلوك المسافرين:

  1. التحول التكنولوجي: أصبح السياح يستخدمون المنصات الإلكترونية لتنظيم رحلاتهم بشكل مستقل، حيث يقارنون العروض ويقومون بالحجوزات المباشرة دون المرور بالوكالات التقليدية.
  2. البحث عن التجارب الأصيلة: لم يعد السائح الحديث يبحث فقط عن الشمس والبحر. بل يسعى وراء التجارب الثقافية، والاحتكاك المباشر بالسكان المحليين، وفهم أفضل للمجتمع الذي يزوره.
  3. الوعي البيئي: الوعي البيئي المتزايد يدفع السياح إلى تفضيل الوجهات والإقامات التي تحترم البيئة وتقلل من بصمتهم الكربونية.

مسارات جديدة للتنمية في تونس

للتكيف مع هذه الاتجاهات، يقترح أحمد كرم تنويع العرض السياحي من خلال استهداف فئات ذات قيمة مضافة عالية:

  • سياحة كبار السن: تمتلك تونس فرصة فريدة لجذب المتقاعدين الأوروبيين، من خلال تقديم تأشيرات إقامة طويلة الأمد والاستفادة من نظامها الضريبي الجذاب.
  • السياحة الصحية: بفضل عياداتها الخاصة الحديثة وأطبائها المؤهلين، يمكن لتونس أن تصبح بديلاً للأوروبيين الذين يواجهون فترات انتظار طويلة للعمليات الجراحية.
  • السياحة البيئية: من الضروري تثمين الثروات الطبيعية للبلاد والحفاظ عليها لجذب السياح المهتمين بالبيئة.
  • سياحة الرفاهية (الفاخرة): من خلال تكييف خدماتها وبنيتها التحتية، يمكن لتونس أن تستقطب شريحة الأثرياء المتزايدة حول العالم.
  • السياحة لدى السكان المحليين: بالاعتماد على 800 ألف مسكن شاغر، يمكن تطوير سياحة أصيلة وفريدة، تمنح الزوار فرصة للعيش تجربة غامرة على اتصال مباشر بالسكان.

نحو رؤية استراتيجية واضحة

في الختام، أكد أحمد كرم أن نجاح هذه المبادرات يتوقف على وجود رؤية استراتيجية واضحة وتنسيق بين مختلف الوزارات لتكييف اللوائح التنظيمية وجعل السياحة أولوية وطنية.

Vidéo

***